اوقفت شرطة المدينة المنورة امس ثلاثة من منسوبي هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وهما عضوان ورجل امن على خلفية اتهامهم بالتسبب في حادث سيارة «الفورد» صباح امس الاول مما ادى الى وفاة رجلين وامرأتين كما تحفظت الشرطة على السيارة التابعة للهيئة والتي اجمع شهود عيان في التحقيقات الاولية على تسببها في الحادث الذي وقع في منطقة الخليل بالمدينة. وذكر المتحدث الاعلامي لشرطة المدينة العقيد محسن الردادي ان القضية لا تزال في التحقيق لدى الجهات المختصة.
الاستباق بالنفي
من جهته قال مدير عام فرع الهيئة المكلف الدكتور فهد بن محمد الخضر رداً على سؤال لـ»عكاظ» عن استباق الهيئة بعدم مسؤوليتها عن الحادث انه جاء بناء على سؤال الاعضاء المعنيين الذين نفوا علاقتهم بالتسبب في الحادث.
حزن واستنكار
من جانبه استنكرت اسرتا الشابين المتوفيين في الحادث مطاردة سيارة الهيئة اذا ثبت ذلك لسيارة ابنائهم مطالبين بمحاسبة المتسببين في هذا الحادث المروع وسردوا تفاصيل اللحظات الأخيرة من حياتهما اذ قال والد احد الضحايا بحزن عميق ان ابنه استيقظ صباح يوم الحادث ليرافق صديقه «عمر» الذي توفي معه في الحادث.. وقد ودعني عند خروجه قبل ان اغفو في احدى الغرف لاستيقظ على صوت احد ابنائي قائلاً ان حمزة تعرض لحادث مروري وادخل الى المستشفى في حالة خطرة ويحتاج الى عملية وان ذلك يتطلب تواجدي لاوقع بالموافقة عليها.. واضاف: اثناء استعدادي للذهاب الى المستشفى اتصل احد ابنائي باكياً وقال ان حمزة توفي.. وعندها لم اغادر المنزل.. مشيراً بدموع باكية ان ابنه حمزة الذي يعد الثالث في الترتيب بين اخوانه يدرس في الثانوية الصناعية وان فقده خسارة كبيرة له.
المطالبة بالحكم الشرعي
وعن الحادث يرى انه ليس من حق رجال الهيئة- اذا ثبت تورطهم- مطاردة احد قائلاً: كان من المفترض ان يتم الابلاغ اذ كان هناك اشتباه.. اما مطاردتهم والتسبب في قتلهم فهذا لا يغفر.
وطالب بمحاسبة كل من تسبب في مقتل ابنه حساباً شرعياً.
واضاف ان الحزن عم جميع افراد الاسرة بسبب الطريقة التي وقع بها الحادث.. وقال ان دم ابني في رقبة من طاردوه حتى تسببوا في مقتله.
وابدى شقيق المتوفى اسفه من اسلوب المطاردة من قبل بعض اعضاء الهيئة – اذا ثبتت حقيقته- رغم ان هناك اوامر صريحة بعدم المطاردة بهدف حماية ارواح الناس من مثل هذه الحوادث.
مبيناً ان الامن متوفر في بلادنا ويجب على الجميع ان يحترمه.. مشيراً الى ان شهود عيان اوضحوا للمرور ان جيب الهيئة طارد سيارة الضحايا وتسبب في مقتلهم.
اللحظات الاخيرة
اما والدة الضحية الثاني فقد كانت الدموع تغالب حديثها الذي استهلته بـ(إنا لله وإنا إليه راجعون).. وقالت عن لحظات ابنها الاخيرة في المنزل وهي تحاول ان تتمالك نفسها من فرط الحزن على وفاة فلذة كبدها.. قالت: تناول طعام الافطار في غرفته مع صديقه «حمزة» وقد كانا يتبادلان الحديث والضحكات ولا يعلمان ان هذه هي اللحظات الاخيرة في حياتهما.
وصمتت لحظات كأنها تستعيد شريط تلك اللحظات والابتسامات التي كانت تعلو وجه المتوفيين.. لتقول كنت آخر من شاهدهما من افراد اسرتيهما وكنت سعيدة جداً لفرحهما وضحكاتهما ولكن بعد وقت قليل من خروجهما جاء نبأ وفاتهما في الحادث كالصاعقة.. مشيرة الى ان حزنها ازداد بعد ان علمت بتفاصيل وفاتهما والطريقة التي لقيا بها حتفهما.. داعية الله سبحانه وتعالى ان يعينها على الصبر في فقدها الجلل واشارت الى انه اصغر ابنائها.
اما شقيقه الذي يكبره مباشرة فقال بتأثر بالغ ان شهود عيان اجمعوا على ان جيب الهيئة كان السبب.. واطالب بمحاسبة من تسبب في الحادث والمأساة.يذكر ان جثث الضحايا ما زالت في ثلاجة الموتى ولم تسلم لاسرهم حتى ظهر امس.